الأرض لو عطشانة نفديها بدمانا
[img]
[/img]
لقد دخل المخرج يوسف شاهين بفيلمه(الأرض) قائمة أحسن عشر أفلام في تاريخ السنيما المصرية,,,
فقد أبدع النجم " محمود المليجي" في المشهد الأخير- تحديداًًً- من الفيلم في تجسيد مدى انتماء الفلاح المصري وعشقه لأرضه,,,
فلا تزال صورة يديه الداميتين اللتين تحاولا التشبث بالأرض- والتعلق بزهور القطن- مغروسة بذهني,,,
مجرد تجسيد لفكرة و تقمُُُُُص لشخصية قد نال علي أثره كل من شارك في فيلم(الأرض) كل ذلك التكريم.. بل تخليد عبر الأزمــــــان,,
[img]
[/img]
نفس المشهد يتكرر ولكن هذه المرة علي أرض الواقع وليس من خلال شاشات السنيما,,
نعم نفس المشهد قد تكرر مع الحاجة "أم يعقوب" وهي تحاول الدفاع و الانغراس بأرضها..فمن يكرّّم الحاجة أم يعقوب وهي تدافع بجسدها الهزيل عن عرض أمة قد" فُُعل به الأفاعيل منذ زمن,, "..!!
أم يعقوب هذه المُُسنة الفلسطينية التي استقر بها الحال-وأسرتها- في قرية بلعين بعد أن تم تهجيرها من مدينة صفد شمال فلسطين,,,
فتجاعيد وجهها تروي لك حكاية سيدة فلسطين لم يتبقى لها إلا ولد واحد هو مطلوب لقوات الاحتلال منذ خمس سنوات بعد أن زفت اثنين من أبنائها" لفلسطين"..أولهما (يعقوب) عام 1982 الذي استشهد أثناء تصديه لقوات الاحتلال قبل أن تعوس فسادا في مخيم "عين الحلوة" إبّّان الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان,,
وثانيهما(مروان).. فقد استشهد في معركة "الدفاع" عن مخيم جنين.... تروي لك تجاعيد وجهها مأساة أم تحارب كل شهر علي أعتاب منظمة الصليب الأحمر لتحصل علي تصريح زيارة لابنها -الثالث-(سامي) الذي حُكم عليه بأن يقضي ما تبقي له من عمرٍٍٍ في غياهب السجون.... أمّّا النقوش التي رُُسمت علي ثوبها ألفلاحي فتحكي لك تاريخ أمة,,,, فكل خيط في ذلك الثوب له معنى وله حكاية,, وعيناها الجاسرتان تأبى أن تستصرخ أو تستغيث بأحد غير الله,,
بمن تستغيث...!!
بأمة لا يربطها بها شيء سوى اللقب,,!!
بمن تستغيث..!!
بشعوب لا يمزق قلوبهم سوى أنين "نور" !!
أتستغيث برجال مبعثرون أمام شاشات التلفاز "كالدمى" يتابعون مسلسل تركي..!!
لا "تنتصب" قاماتهم إلاّّ عند إطلالة "نور",,
[img]
[/img]
أتستغيث برجال "يسيل" لعابهم عند مشاهدة صدر نور المنتفخ,,
أم تستغيث برجالٍٍ لا تتفجر رجولتهم - فقط - الإّّ عندما يلمحوا نظرة إعجاب من أعين نسائهم تجاه "مهند"...
أكاد أحسدك أيها "المهند"..فقد ألهبت مشاعر رجالنا...
أولائك الرجال الذين لم تظهر فيهم معالم الرجولة عندما اقتلعت الحاجة "أم يعقوب" من أرضها,,,
عذرا "صلاح الدين",,,فقد أصبح" مهند "هو فارس أحلام نساءنا..
عذرا "أم يعقوب" فمشهد اقتلاع نساءنا من أرضهن لم يعد يؤثر فينا,,,,فشفتي" نور" المكتنزتين وحدها هي - فقط - التي تفجر فينا كل معالم الرجولة..
هنيئا لك" يوسف شاهين" فإبداع نجوم السنيما علي الشاشة الفضية هو وحده القادرة علي تحريك مشاعرنا... لكن الوقع فلااااا,,,!!! .
[/center]